النشاط غير العادى الذى حدث فى مكتبة الإسكندرية على مدى السنوات الثمانى الماضية ما كان يستطيع أن يقوم به أحد بنفس كفاءة ومقدرة الدكتور مصطفى الفقى، ولا يستطيع أن ينكر ذلك أحد وفى نفس الوقت لا يمكن أن يعتبر أحد أن فى هذا الكلام مجاملة للدكتور مصطفى الفقى. عرفت الدكتور مصطفى الفقى فى بداية التسعينيات دبلوماسيا مصريا ناجحا يشار إليه بالبنان من الصعب أن تجد دبلوماسياً عربياً أو غير عربى إلا وتجده يعرف الدكتور مصطفى الفقى إن لم يكن صديقه.. يتميز بالذكاء الخارق والبديهة الحاضرة والحضور المستمر.. من الصعب أن يكون فى نقاش أو حوار أو جلسة ولا يكون متألقا فيها، ورغم أنه وصل إلى أعلى درجات العلم والثقافة فإن التواضع سمة تميزه. ورغم أنه دبلوماسى قدير فإن ثقافته وعلمه الغزير جعلا صفة الكاتب المثقف تتغلب عليه.. عرفته عاشقا للأهرام والكتابة فيها ولهذا استمرت كتابته فى الأهرام لما يقرب من نصف قرن. اقتربت من الدكتور مصطفى الفقى بشكل أكثر عندما طلبت منه أن يكون رئيس لجنة المناقشة فى رسالتى للماجستير وعلى الفور وافق ولم يفكر ساعتها ازداد علوا فى نظرى وبالفعل ناقشنى لمدة زادت على أربع ساعات. إنه بالفعل دبلوماسى بدرجة عالم، الدكتور مصطفى الفقى فخر للدبلوماسية المصرية وفخر لكل المصريين وأرى ضرورة الاستفادة منه خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحه الكبير فى مكتبة الإسكندرية وفى رحلته بالدبلوماسية العريقة.
جريدة الأهرام
https://gate.ahram.org.eg/daily/News/863250.aspx?fbclid=IwAR1TlUfZbHTrTN7xayns9ieZ-ChAHgkoOFu2T1WbN022s0A82GoW4QX0BEc